نتائج التوجيهي في فلسطين.. فرحة ناقصة دون غزة

نتائج التوجيهي في فلسطين.. فرحة ناقصة دون غزة

نتائج التوجيهي في فلسطين.. فرحة ناقصة دون غزة

لندن / ريم العتيبي 

 نتائج الثانوية العامة فرحة في كل بلدان العالم وها هي  النتائج تصدر   في فلسطين اليوم ففي كل عام تتحول شوارع فلسطين إلى لوحات فرح ملونة بصور المتفوقين، وزغاريد الأمهات، ودموع الآباء، وأحلام الشباب المتدفقة نحو المستقبل. يوم إعلان نتائج التوجيهي ليس مجرد حدث دراسي، بل هو عيد وطني، ينبض فيه قلب الوطن بأكمله. لكن هذا العام، كان لهذا القلب نبضٌ ناقص، وكان للفرح ظلٌ حزين. فقد غابت غزة عن المشهد للعام الثاني على التوالي 

 

غزة، التي لطالما أنجبت المتفوقين رغم الحصار، وقدّمت المبدعين رغم الألم، لم تحضر هذه المرة في قوائم النجاح. لا أسماء، لا درجات، لا ضحكات. غاب طلاب غزة عن قائمة الأوائل، ليس لأنهم لم يدرسوا، ولا لأنهم يتمنو هذه اللحظه  بل لأن آلة الحرب سرقت منهم الوقت، والبيت، والدفتر، وحتى الحياة سرقت منهم الاحلام 

 في بيوت غزة، ما زالت دفاتر التوجيهي مغطاة بالتراب تحت الركام. بعض الطلاب رحلوا إلى الأبد، والبعض ما زال يصارع بين خيمة النزوح وحلم الجامعة. كيف يكتب طالب غزة امتحانه، والسماء تتساقط نارًا؟ كيف يذاكر وسط صراخ الثكالى، ورائحة الدم، وخوف لا يرحم؟ وهل هناك امتحان أقسى من هذا؟

 نعم، أعلنوا النتائج، واحتفل كثيرون، ونبارك لكل ناجح في الضفة والشتات، فكل نجاح فلسطيني هو ضوء في عتمة الاحتلال. لكننا نبكي في الوقت ذاته، لأن غزة غائبة، لأن الفرحة منقوصة، لأن التوجيهي هذا العام شهد صمتًا ثقيلًا في جنوب القلب الفلسطيني.

 غزة لم تغب عن التوجيهي.. هي كانت في امتحان أعظم. امتحان الحياة، والصمود، والإيمان بالمستقبل رغم كل شيء. وطلابها الناجون، إن عادوا إلى مقاعد الدراسة، سيكتبون أعظم قصة نجاح، لا في امتحان الوزارة، بل في امتحان الوطن.

 إلى طلاب غزة، نقول: أنتم الأوائل في قلوبنا. نجاحكم ليس مرهونًا بورقة نتائج، بل بصبركم، وقوتكم، وبقائكم. سيأتي يوم يُعلَن فيه اسم كل شهيد منكم ضمن قائمة الخالدين يوم الفوز العظيم و سيأتي يوم  يُرفع فيه دفتر التوجيهي من تحت الركام، ليُقرأ كوثيقة نصر لا كمجرد نتيجة.

 فالفرح الحقيقي لطلاب لفلسطين... لن يكتمل إلا بعودة صوت غزة.


 

إضافة محتوى