التاريخ النضالي والفدائيون - المَغَار - قضاء الرملة

المغار في عهد الثورة 

في عهد الثورة كانت المغار تابعة لقيادة الشيخ حسن سلامة، ومدت الثوار بالغذاء والمال. من بين من انضموا إلى صفوف الثورة كان المناضل عبد القادر أفندي الراعي، وهو من وجوه المغار، استضاف في 30 تموز 1937 الشيخ فارس رشيد البوجي الذي ألقى خطابًا حماسيًا في يوم الجمعة في مسجد المغار(صحيفة فلسطين الأول من آب 1937). وقد ذكر الدكتور محمد عقل، في كتابه "سجل المحكومين بالإعدام في فلسطين في عهد الانتداب" عنه ما يلي: "عبد القادر الراعي من المغار قضاء الرملة، ثائر بارز، عمل تحت قيادة الشيخ حسن سلامة. في 29 أيلول 1938 قام مع عدد من الثوار بإطلاق النار على الضابط البريطاني الرقيب ستيفنس في محطة شرطة اللد ما أدى إلى مصرعه. شارك في العملية المذكورة كل من: عبد القادر الراعي من المغار(37 سنةا)، محمود مصطفى الزين من اللد(25 سنة)، عبد المعطي سليمان أبو شريحة من اللد(28 سنة)، محمد حمد حاج عرب من اللد(27 سنة)، والشاويش محمد يوسف سليمان حمدان من طلوزة(28 سنة). في 5 شباط 1940 حكمت المحكمة العسكرية في القدس على الخمسة بالإعدام بتهمة إطلاق النار على الرقيب المذكور والمساعدة على قتله. في 17 شباط 1940 تم تنفيذ حكم الإعدام في محمد يوسف سليمان حمدان من طلوزة ومحمد حمد حاج عرب من اللد في السجن المركزي (المسكوبية) بالقدس".(سجل المحكومين.. ص 101). يبدو أن حكم الإعدام قد نفذ في عبد القادر الراعي في وقت لاحق، إذ ثمة رواية شعبية تفيد بأن حكم الإعدام نفذ في المناضل عبد القادر مصطفى محمد الراعي الملقب بالريماوي. 

 في سنة 1942 داهم الإنكليز القرية، فعزلوا النساء عن الرجال على البيادر وراحوا يخربون الدور، فيخلطون القمح بالذرة والشعير والكاز بالزيت والسكر، وقد نسفوا بيتًا، واعتقلوا 10-12 من رجال القرية. في تلك الفترة كان في القرية مسلحون مدسوسون على يد الإنكليز مناهضون للثورة. ذكر الراوي حسين شحادة الطويل أن من بين الذين شاركوا في الثورة كان كل من محمد أبو غنيم، حسين جبابرة، محمد أبو زقلة، محمد الحاج الهور، بينما ذكر الراوي عبد الهادي الطويل عبد القادر الراعي الذي شنقه الإنكليز. 

المغار في حرب 1948

بعد قرار التقسيم بدأ أهل المغار بالسعي للحصول على السلاح الذي اشتروه من مالهم الخاص. فصار في القرية بين 50-60 بارودة. يبدو أن أفرادًا من السوريين التابعين لجيش الإنقاذ وصلوا إلى المغار. ورد في صحيفة هاآرتس وغيرها من الصحف العبرية أنه بعد ظهر يوم الأحد الموافق 8 شباط 1948 هاجم العرب بالقرب من المغار قافلة يهودية ترافقها مجنزرة، وقد أسفرت المعركة عن مقتل يهودي يقود سيارة تاكسي مصفحة كانت في المقدمة وعن جرح ثلاثة يهود آخرين. وقد فض الاشتباك بعد تدخل المجنزرات الإنكليزية التي كانت لا تزال في عاقر والمطار. في نفس اليوم قام اليهود بإطلاق النيران على السيارات العربية المارة في الشارع وجرحوا عددًا من العرب.  يشير الرواة إلى أن اليهود قتلوا موسى الطويل الذي كان يقود عرباية على الشارع وكان معه عبد الرحمن طه الذي نجح في الهرب. يبدو أن هذه الحادثة جرت في تلك الفترة.  كانت القوافل اليهودية القادمة من القدس تسير بطريق التفافية تمر بمستعمرة جديرا وبجوار المغار وقطرة وعاقر إلى رحوبوت ومن ثم إلى تل أبيب. لذا بقيت حرب المواصلات قائمة بين اليهود والعرب على الشارع الموصل بين غزة ويافا.  بعد ظهر يوم الأحد 28 آذار 1948 خرجت مجنزرتان من مستعمرة جديرا قاصدتين مستعمرة تل نوف، فلما وصلتا عند المغار انفجر لغم كهربائي في إحداهن فانفجرت بمن فيها واشتعلت، وكان فيها ثمانية مقاتلين يهود. وقد أصلى العرب المجنزرة بالرصاص فلم ينج أحد منهم، ويقال أن من بينهم مجندة يهودية واحدة. وقد أوردت الصحف العبرية أسماء القتلى الثمانية وأماكن دفنهم.  في مساء فس اليوم قام اليهود بالهجوم على المدرسة الحديثة التي بنيت في السهل، ونسفوها بالديناميت، وكانت مكونة من طابقين، وقصفوا القرية بالمدافع.(راجع: لواء جبعاتي في حرب الاستقلال(بالعبرية)، ص 350 353).