معلومات عامة عن بيت نبالا - قضاء الرملة
معلومات عامة عن قرية بيت نبالا
قرية فلسطينيّة عربيّة مهجّرة تقع على مسافة 10 كم تقريبًا شماليّ شرق اللد. واليوم قرب موشاف بيت نحميَه الذي بني على أراضي القرية.
الموقع والمساحة
كانت القرية القائمة على تلٍّ صخري ينحدر نحو الجنوب الغربيّ، تشرف على السهل المحيط باللد إلى الشرق من مطارها. وكانت تقع شرقي طريق عام يُفضي إلى الرملة ويافا وإلى غيرهما من المدن. وممّا عزّز صلات بيت نبالا بالمراكز المدينيّة خط فرعي لسكة الحديد التي بُنيت زمن الحكم العثمانيّ، كان يصلها بخط سكة حديد رفح - حيفا. وكانت طريق فرعيّة أخرى تربطها بالقرى المجاورة لها في الشرق والجنوب الشرقي.
الحدود
- الشمال : طيرة دندن.
- الشمال الغربي : ولهلمه.
- الغرب : دير طريف.
- الجنوب الغربي : اللد.
- الجنوب : الحديثة.
- الجنوب الشرقي : بدرس.
- الشرق : شقبه.
- الشمال الشرقي : رنتيس.
أهمية موقع القرية
أهمية موقع بيت نبالا العسكري
كان لموقع بيت نبالا أثره في مجريات الحرب العالمية الأولى، إذ أنشأ الأتراك خطا دفاعيا يستند طرفه الشرقي على بيت نبالا، ويمتد غربا إلى يافا حتى ساحل البحر. وهناك نشبت حول القرية أحد أهم المعارك التي خاضها الأتراك ضد الحلفاء لمدة شهر كامل، حيث أجلي سكان القرية إلى اللد، حتى انهارت مقاومة الأتراك وانسحبوا شمالا إلى اللجون، ثم انهارت مقاومتهم نهائيا وانسحبوا إلى الأناضول
البنية المعمارية
كانت بيت نبالا بلدة مسورة، أي أن أهلها القدماء عاشوا داخل أسوارها، وظلت آثار بوابات ذلك السور قائمة حتى تدميرها بعد العام 1948 م. البوابات قد بنيت من الحجارة الضخمة المشذبة، وكانت مرتفعة تعلوها أقواس على شكل قناطر، وواسعة بحيث يمر فيها الجمل بحمله بيسر وسهولة. وكان عدد هذه البوابات خمس، تغلق وتفتح بأبواب خشبية ضخمة بدفتين. وقد عرفت هذه البوابات في الفترة الأخيرة بأسمائها الدارجة: "بوابة دار النخلة" وهي باب السور الشرقي، و"بوابة دار خالد" من الجنوب، و"بوابة دار عساف" التي تفتح نحو الغرب، و"باب الصيبات" الذي يفتح شمالا، و"بوابة دار عبد الله بقلة" الذي يفتح شمالا أيضاً على مبعدة من "باب الصيبات"، وبذلك نصل إلى تقدير أن السور لم يكن منتظم الأضلاع.
الآثار
القلعه الرومانيه
تطل القلعه الرومانيه على القرية من التلة العالية التي يمكن منها رؤيه منظر طبيعي جميل بدرجة 360. تم بناء القلعه خلال فترة الصليبيين (عام 1100) ومن تحت القلعه كان هناك في العصور القديمة نفق يستخدم لإخفاء السكان في حالة الحرب.
القرية القديمة على قمة التله حيث مقر بيالارا
بالقرب من البرج الروماني ، تم بناء القرية القديمة على الطراز المعماري المنتشر في جميع أنحاء فلسطين خلال أواخر العهد العثماني. يقع فيها مقر "الهيئة الفلسطينية للإعلام وتفعيل دور الشباب "بيالارا".
وعلى حدود القريه يوجد بركه من العهد الروماني استعملت لسقي الحقول في اسفل التل.
عائلات القرية وعشائرها
عشائر بيت نبالا :
1-عشائر شرق بيت نبالا(عائلات الشراقة) وهي عائلات مؤتلفة. 2-عشائرقبيلة أبناء الأمير : سلام بن حرفوش الخزاعي (قبيلة مبارك)سكنو بيت نبالا في بداية عام (1450م)قادمين من الحجاز(مكة المكرمة-وادي فاطمة)للالتحاق بأبناء عمومتهم لدعمهم في حكم بلاد الشام حين ذاك وكانت تسمى (مملكة الحرافشة)وعاصمتها بعلبك وهم أحفاد الملك عمرو بن عامر الأزدي(لحي)ملك اليمن وقبائل الأزد.وكانت مساكن أبناء الأمير سلام في البداية في المغر وبيوت الشعر وإلى الآن مغارة الأمير سلام بن حرفوش موجودة ولهو أيظن ضريح ومزار في قرية بيت نبالا.ومن أشهر أبناء الأمير سلام بن حرفوش:(الشيخ صافي)شيخ قرية بيت نبالا وزعيم من أكبر زعماء بني قحطان(اليمانيين)الذي طرد شر القيسيين من قرى فلسطين وبذات من القرى العشرة التي كان يحكمها.وعمل الشيخ صافي على إعدام زعماء القيسيين بأمر من السلطان العثماني حين ذاك وكان له عند العثمانيين ثقة واحترام لا يوصف.وأخذ الحكم بالشيخة أبنائه وأحفاده من بعده. وأنحدر من أبناءالأمير سلام بن حرفوش الخزاعي قبيلة وعمائر وعشائر وعائلات. (قبيلة مبارك)ومنها:
1)عشائر صافي.
2)عشائر زيد.
عشائر عيسى"نخلة"
الاستيطان في القرية
في سنة 1949، أُنشئت مستعمرة كفار ترومان (تكريماً للرئيس الأميركي هاري ترومان / Harry Truman)، غربي القرية. أما مستعمرة بيت نحميا، التي أُسست في سنة 1950، فتقع جنوبي الموقع. وكلتا المستعمرتين قائمة على أراضي القرية.
تاريخ القرية
في سنة 1596 كانت بيت نبالا قرية في ناحية الرملة (لواء غزة)، وعدد سكانها 297 نسمة فقط. وكانت تؤدي الضرائب على عدد من الغلال كالقمح والشعير والزيتون والفاكهة، بالإضافة إلى عناصر أخرى من المستغلّات كالماعز وخلايا النحل ومعصرة كانت تستعمل لمعالجة الزيتون.
في أواخر القرن التاسع عشر، كانت القرية متوسطة الحجم وتقع في طرف سهل. وفي فترة الانتداب البريطاني ، أنشأ البريطانيون معسكرًا في الجوار. وكان للقرية، في تلك الأثناء، شبكة متعامدة الخطوط مستطيلة الشكل؛ إذ كانت شوارعها الفرعيّة تمتد في موازاة شارعين رئيسيين يتقاطعان وسطها. وكانت بضعة دكاكين ومسجد ومدرسة ابتدائيّة تتجمهر عند ذلك التقاطع.
وكانت المدرسة قد أُسست في سنة 1921، وكان يؤمها 230 تلميذًا في عام 1946 /1947. وكان سكان القرية، ومعظمهم من المسلمين، يبنون منازلهم بالحجارة والطين، ويعتاشون من الزراعة، فيزرعون الحبوب والزيتون والتين والعنب والحمضيّات. وكانت الزراعة بعليّة في معظمها، لكن بساتين الحمضيّات كانت تروى من آبار ارتوازيّة.
في 1944 /1945، كان ما مجموعه 226 دونماً مخصّصاً للحمضيّات والموز، و10197 دونماً للحبوب، و1733 دونماً مروياً أو مستخدماً للبساتين. وكان ثمة خربتان جنوبي القرية.
ورد ذكر بيت نبالا في الأوامر العملانيّة لعملية "داني" الصهيونيّة التي شملت احتلال قضاء اللد والرملة برمته. فقد صدرت الأوامر العصابات الصهيونية ، وفق المصادر التاريخيّة، بمهاجمة بيت نبالا التي كانت ترابط فيها - كخط دفاع ثانٍ - سرية من جيش الدفاع العربي (عددها 120-150 جندياً)، بعد الاستيلاء على اللد والرملة.
حياة أهالي بيت نبإلا قبل العام 1948
كانت أراضي القرية مشاعا تحت حكم الأتراك، حيث توزع المناطق سنويا بشكل دوري بين العشائر إلى أن تم فرز وتسجيل الأراضي عام 1928 م، وكان على راس طاقم المسّاحين الشهيد عبد القادر الحسيني في عملية تسجيل الأراضي بإدارة بشير الرفاعي. عاش أهل القرية كأكثر سكان قرى فلسطين في بحبوحة ورخاء بسبب وفرة محاصيلهم الزراعية وما اشتهر عنهم من نشاط وانكباب على العمل في شتى الميادين. فقد أنشئوا بئرا ارتوازية ميكانيكية يستقي منها أهل القرية ومواشيهم، ثم مطحنة حبوب آلية لآل قطيفان، ثم أربعة معاصر لزيت الزيتون، واحدة ميكانيكية لآل قطيفان بمشاركة آل علي صالح، وأخرى لعطا موسى بمشاركة عبد الرحمن عساف (عربد)، وثالثة لأحمد علي فرحة، ورابعة لحسين خليل عيدة. إن هذا يدل على وفرة أشجار الزيتون وكبر المساحات المزروعة بهذه الشجرة المباركة. كما أنشئوا عددا من الكسارات، وكان عدد كبير منهم يهتم بتربية الأغنام والأبقار والجمال المستخدمة للأعمال الشاقة، وعدد من عربات النقل التي كانت تجرها البغال سواء المفردة أو المزدوجة. ومنذ مطلع الأربعينيات اهتم الموسرون منهم بتربية الخيول الأصيلة واقتنائها كعلامة من علامات المشيخة والثراء، منهم على سبيل المثال عطا موسى سليمان، حسين خليل، عبد القادر ذيب (التركي)، عيد سلامة، أحمد على فرحة، الشيخ مصطفى طه خالد صافي، صافي طه، أحمد خليل خالد، أحمد الخيري أبو يقين، محمد عساف، وغيرهم. وكانت هذه الخيول بفرسانها تشترك في سباقات تنم في الأعراس.
احتلال القرية
أقرّت الأمم المتحدة قرار تقسيم فلسطين إلى دولة يهودية وأخرى عربيّة في 29.11.1947. رسميًّاـ أعلنت الحركة الصهيونية قبول القرار، بينما أعلن الفلسطينيون والعرب عمومًا رفضه. وفقًا لقرار التقسيم كانت منطقة اللد والرملة، بما فيها بيت نبالا، ضمن الدولة العربية المقترحة. خلال عشرة أيام من المعارك بين الهدنتين عام 1948، انطلقت عمليّة عسكرية إسرائيليّة باسم عملية داني بين 10 تموز حتى 19 تموز. سمّيت كذلك على اسم داني مس، نائب قائد كتيبة في البلماح، كان قد قتل في يناير\كانون ثان في كمين لمقاتلين فلسطينيين قرب بيت نتيف. إلا أن الاسم الأول للعملية العسكرية هذه كان "لرلر" اختصارًا للمناطق الرئيسية المطلوب احتلالها وهي لد، رملة، لطرون، رام الله. وكلها خارج حدود الدولة اليهودية المقترحة في قرار التقسيم. كانت الأهداف الرسمية للعملية هي إبعاد الخطر الكامن في اللد والرملة عن تل أبيب واحتلال اللطرون لفتح الشارع الرئيسي إلى القدس.
تمّ احتلال بيت نبالا في 13.7.1948 مباشرة بعد سقوط اللد والرملة وتهجير سكانها باتجاه بيت نبالا في ذات اليوم. صدرت الأوامر إلى القوات الإسرائيلية، وفق ما يقول المؤرخ الإسرائيلي بِني موريس، بمهاجمة بيت نبالا التي كانت ترابط في المعسكر المجاور لها كخط دفاع ثانٍ سرية من الجيش العربي (قوامها 120-150 جندياً)، بعد الاستيلاء على اللد والرملة. وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أنّ وحدة إسرائيلية اقتحمت مشارف القرية، في 11 تموز/يوليو، من أجل إحباط محاولة عربية لاستعادة مستعمرة ويلهلما المجاورة؛ وهي مستعمرة زراعية أسسها رهبان تمبلر Templersهيكليّون ألمان. لكن جاء في نبأ عاجل، عقب ذلك، أن القوات العربية استردت القرية في 12 تموز/يوليو، من أجل إقامة مرابض مدفعية لصدّ الهجمات الإسرائيلية على اللد. وجاء في رواية الصحيفة أن مصفحات الجيش العربي دخلت القرية، إلا أنها وصلت متأخرة جداً وكانت عاجزة عن نجدة اللد. وذكرت البرقيات أن الإسرائيليّين استولوا على بيت نبالا في 13 تموز/يوليو، بعد قتال شديد، اصطدمت فيه الدبابات والمصفحات الإسرائيلية بمصفحات الجيش العربي. وفي اليوم التالي، تواردت أنباء تفيد بأن القرية غدت أرضاً محايدة، "لا تمثل أي خطر على اللد والرملة" اللتين أمستا في يد الإسرائيليين. وبعد أيام قليلة قالت صحيفة نيويورك تايمز أن القرية احتُلت قبل توقيع الهدنة الثانية في 18 تموز/يوليو.
ويزعم موريس أن سكان بيت نبالا أُخرجوا من القرية بأمر من الجيش العربي، قبل شهرين تقريباً من تاريخ احتلالها، أي في 13 أيار/مايو. لكن هذا مما لا يمكن التثبت منه. فشهادات لاجئي بيت نبالا تؤكد نزوحهم عن القرية نتيجة الخوف وعند سماع إطلاق نار وقذائف على مشارف القرية، ورؤية اللاجئين المذعورين من البلدان المجاورة مارّين من قريتهم. وقد تبقى في القرية بعض الرجال والنساء من كبار السنّ والمرضى، وانقطعت أخبارهم عن ذويهم ولم يعرف مصيرهم.
أما منازل بيت نبالا فقد هدمت بعد أن تقدم رئيس الحكومة الإسرائيلية دافيد بن غوريون في 13 أيلول/سبتمبر 1948، من اللجنة الوزارية الإسرائيلية الخاصة بالأملاك المهجورة، بطلب الإذن في تدميرها. وقد ذكر ذلك بيني موريس في كتابه "ولادة مشكلة اللاجئين الفلسطينيين 1947-1949" حيث طلب بن غوريون من اللجنة الوزارية، باسم القائد العسكري للمنطقة الوسطى، ما يلي: "بسبب نقص في القوى البشرية للتحكم في الحيّز والتحصّن في العمق
روايات أهل القرية
سمنة على عسل
في منزله الواقع بمنتصف مخيم الجلزون شمال رام الله، مازال الحاج إبراهيم محمود زيد (86 عاما) يستذكر طفولته في قريته بيت نبالا التي تحدها من الغرب مدينة اللد ومن الشرق قريتي قبيا وشقبا، ومن الشمال تحدها قريتي دير الطريف والطيرة ومن الجنوب تحدها الحديثة.
التحق إبراهيم بالمدرسة ليوم واحد فقط ثم خرج منها بسبب شجار وقع بينه وبين المدرس، لذلك فإنه لم يحظ بزفة على الحصان، إذ كانت من عادات قريتهم بأن من ينهي الصف الرابع - وهو أعلى صف في المدرسة - يزف على ظهر الحصان؛ ويشارك أهالي القرية عائلة الطالب فرحتهم بابنهم المتعلم.
مدرسة بيت نبالا - هذا ما تبقى من القرية
ويقول الحاج إبراهيم: "لم تكن أراضي القرية تباع للغريب أو حتى لفلسطيني يقطن خارج القرية، حتى لو كان المبلغ الذي يريد دفعه أكثر من مبلغ ابن البلد، لذلك كانت مساحة القرية كبيرة جدا، وكان عدد سكانها يبلغ حوالي 4500 نسمة".
ولم تكن الأراضي آنذاك مسجلة بشكل رسمي بأسماء المواطنين، حتى تولى عبد القادر الحسيني، الذي كان يعمل آنذاك في دائرة تسوية الأراضي، تقسيم الأراضي وتسجيلها باسم أصحابها، وأعطى كل صغير وكبير حقه، فالحاج إبراهيم وحتى بعد "ضياع البلاد" مازال يرى بأنه لو لم تسجل الأراضي لضاع حقه، فهو حتى اليوم ما زال يحتفظ بالأوراق الثبوتية "الكوشان".
ويصف الحاج إبراهيم الحياة في بيت نبالا قائلا: "الحياة كانت جميلة، الناس مثل السمنة والعسل، كان هناك اكتفاء ذاتي في القرية إذ كانوا يزرعون الزيتون والقمح والسمسم والشعير والذرة والعدس والفول".
ويتابع أنه لم يكن هناك نقود متداولة بين المواطنين، بل كان التعامل برطل القمح والطحين وما إلى ذلك، "أذكر عندما كنت أذهب إلى الحلاق كنت أدفع له 5 أرطال قمح، والنجار كان يعمل الأبواب مقابل كيلة قمح".
ويشرح طقوس حفلات الزفاف في بيت نبالا مبينا أن عائلة العريس تقيم قبل الزفاف بثلاثة أيام احتفالات يتخللها الدبكة و"السحجة" ويشارك فيها كل أبناء القرية، وخلال ذلك تقدم للحاضرين الشاي والقهوة والحليب، بينما كانت بعض العائلات تذبح عجلا وتطعم كل من يتواجد ويشارك بـ"السحجة"، وتمنع مغادرة أي أحد حتى انتهاء العشاء، وتستمر الاحتفالات حتى منتصف الليل وأحيانا كانت تستمر حتى الفجر.
ويصحب الحاج إبراهيم المستمع لحديثه في جولة معه إلى القرية التي باتت اليوم ركاما بعد أن هدم الاحتلال كافة المنازل، ففي وسط البلد جامع واحد للقرية كانوا يسمونه "ولي"، يزدحم فيه المصلون في الأعياد وعند تشييع الجنازات، وفي القرية أيضا مضافة كانت محطة استقبال أي زائر سواء كان زائر للقرية أو حتى لمدينة اللد أو الرملة أو قراهما، وكان إكرام الضيف من عادات أهل القرية، يقول الحاج إبراهيم.
وفي القرية أربع عائلات هي: زيد، وصافي، ونخلة، والشراقة. أما منازلها فتتميز عادة ببساطتها وصغر مساحتها، وفي كل منها تخصص غرفة للحيوانات والتبن والشعير، وأخرى يُخزن فيها القمح والذرة والسمسم أي مونة الصيف أو الشتاء، وهي عبارة غن غرفة صغيرة تُبنى في الجزء العلوي من المنزل ويمكن الوصول إليها عن طريق سلم أو درج.
قاومت حتى آخر نفس
في شهر نيسان من عام 1948 بدأت الميليشيات الصهيونية المنظمة بالهجوم على مدن وبلدات فلسطينية، وعندما علم أهالي بيت نبالا بما يحدث في القرى المجاورة مثل العباسية وواد الخيار، خرج عشرات الشبان تقلهم سيارتان نحو تلك المناطق للمقاومة والتصدي للهجوم الصهيوني.
يقول الحاج إبراهيم: "كنا مدربين على استخدام السلاح، فبعد ثورة 36 كلّف عبد القادر الحسيني أشخاصا لتدريبنا على السلاح، وعندما بدأت العصابات الإسرائيلية بالسيطرة على القرى، كنا نخرج لأيام نقاوم هنا وهناك"، مضيفا أنه اشترى آنذاك "البارودة" بـ 35 دينارا، إذ كان بهذا المبلغ قادرا على شراء دونم أرض.. يتابع، "خرجنا نقاوم غير مكترثين لمصيرنا، كان هدفنا الوحيد طردهم واجبارهم على الانسحاب".
وفي ظل الامكانيات الضعيفة التي يملكها المقاومون، كانت الميليشيات الصهيونية المدربة والمسلحة تحقق تقدما وتسيطر على القرى والمدن، وهو ما دفع أهالي بيت نبالا للخروج في شهر حزيران، فيما بقي ما يقارب 40 شابا لحماية القرية حتى عودة الأهالي مجددا، كما كان الاعتقاد سائدا آنذاك.
بقي الحاج مصطفى سليمان مع فرقته التي أطلق عليها اسم "الزوبعة" مدة 12 يوما في القرية، وكان يعد لهم ما يسد جوعهم ويمكنهم من الصمود، لكن عندما اقتربت الميليشيات الإسرائيلية خرج الشبان لمقاومتهم، إلا أن كل رصاصة من المقاومين كانت تقابل بوابل من الرصاصات، وهو ما أجبرهم على الانسحاب.
يقول الحاج إبراهيم: "ما حدث لنا لم يحدث لشعب في التاريخ، خرجنا من أرضنا مرغمين، كنا نحارب وحدنا وتركتنا الجيوش العربية".
من بيت نبالا خرج إبراهيم نحو قرية بيتلو وبقي يتنقل لمدة ثلاث سنوات من قرية إلى أخرى، وفي عام 1951 تأسس مخيم الجلزون، لينتقل إبراهيم وعائلته إلى المخيم ويسكنون في خيام تحولت بعد ذلك إلى منازل متلاصقة. ويوضح أن المخيم سمي بهذا الاسم نسبة لإحدى ثلاث عيون كانت في المنطقة التي أقيم بها، وهي عين الجلزون وعين الجوزة وعين العصافير.
قبل بضعة أعوام تمكن الحاج إبراهيم وبرفقة صحفيين من زيارة قرية بيت نبالا، تجوّل في شوارعها عائدا بذاكرته إلى كل شيء كان مقاما فيها، حتى وصل إلى أعلى منطقة في القرية هناك جلس وبكى مثل طفل ضل الطريق. يقول: "زرت القرية، بكيت بحرقة، كانت مشاعر مختلطة بين الفرح والحزن، عندما أصبحنا نزور قرانا! مررت بأرضي جلست مطولا حتى مغيب الشمس أكلت من ثمارها، كان له طعم خاص".
ويتابع، "كل ما أتمناه في حياتي أن أعود إلى قريتي، وأسلّم أملاكي لأولادي، فأنا ما زلت على أمل بأننا سنعود يوما ما".
أشعار قيلت في القرية
الحاجة نعمة شقديح من مواليد القرية، والتي تهجّرت مع أهلها حينما كانت في السادسة من العمر عام 1948، وصلت في زيارة إلى موقع القرية فتذكّرت العديد من التفاصيل مثل معالم القرية والبئر والبيوت المهدومة وغيرها، وحينما صادفت شجرة الدوم، قطفت من ثمارها وابتدأت تغنّي أغنية محليّة... وكلماتها ما يلي:
عالدوم خيا عالدوم .. شو جاب امبارح لليوم
امبارح باقت شاريد .. واليوم مطر وغيوم
عالدوم خيا عالدوم .. عالدوم دمي ودمك يجمع شملي مع شملك
تمنيت عمري وعمرك قصر عليّ دايم دوم
خيّال وين مغرّب .. ميّل وإتريّح عندي
لعملك كاسه شراب .. سكر مع تمر هندي
عالدوم خيا عالدوم .. شو جاب إمبارح لليوم
القرية اليوم
غلبت على الموقع الحشائش والنباتات الشائكة الملتفة وشجر السرو والتين والسدر (طعامير). ويقع الموقع نفسه في الجانب الشماليّ من مستعمرة بيت نحميَه، على خط مستقيم شرقي شارع رقم 444 المؤدي إلى اللد وغربي الشارع السريع رقم 6. وتقع على تخومه بقايا مقالع حجارة، وبعض المنازل المتهاوية. وتتناثر حجارة المنازل المدمّرة في كل أنحاء التل. مقبرة القرية لا تزال موجودة وتبرز فيها بعض القبور المرتفعة ويبدو أحدثها وأبرزها – كما تعرّف عليه أهل البلد- قبر السيد أحمد سليمان قطيفان، إلا أن المقبرة مهملة ومنتهكة. وفي مدخل البلد، عند بوابة موشاڤ بيت نحميَه، لا يزال مبنى مدرسة بيت نبالا موجودًا، وهو مبنى مستطيل الشكل من طابق واحد مبنيّ من حجر مقصوص، ويستعمل المبنى اليوم كمكتب للصندوق القومي اليهودي (كيرن كييمت). أما الأراضي الزراعية المحيطة بالقرية فيزرعها الإسرائيليون. قسم من أراضي القرية يقع في متنزّه غابة شوهم، كما ويمرّ داخل القرية المدمّرة مسار مشي منظم وهو جزء من "سبيل إسرائيل".
أقام الاحتلال على أراضي القرية مستعمرتين زراعيّتين. في عام 1949، أُنشئ موشاڤ كفار ترومان على اسم الرئيس الأميركي هاري ترومان غربي القرية، وموشاڤ بيت نحميَه، في سنة 1950، جنوبي الموقع، وقد سمّي بدايةً بيت نبالا ب، ثم نڤلاط ثمّ بيت نحميه.
الوصول إلى موقع القرية يتمّ من خلال طريق ترابي يبدأ بعد بوابة بيت نحميَه مباشرة على اليسار، بعد موقف للسيارات خلف مدرسة بيت نبالا.
الباحث والمراجع
1- موقع ذاكروت
2- بلادنا فلسطين ، مصطفى الدباغ رحمه الله