غزلان هماش بيت عطاب القدس: حقنا بالعودة لفلسطين حقيقة ندرسها للأجيال

غزلان هماش بيت عطاب القدس: حقنا بالعودة لفلسطين حقيقة ندرسها للأجيال

"لما طلعنا كان الزّتون على السطوح، بشهر 11 طلعنا .. في بلاد طلعت بأول السنة احنا طلعنا في آخر السنة"

عمان: موسوعة القرى الفلسطينية

فادية الكركي ومحمد زيتون

 بهذه العبارات المختزلة تروي الحجة غُزلان من بيتها المتواضع في مخيم النّصر في العاصمة عمان قصة صمود قريتها بيت اعطاب المهجّرة قبل أن تتمكن العصابات الصهيونية من إخراج أهلها منها وتهجيرها، فقد صمدت القرية أمام وحشية الآلة الصهيونية شهورًا طويلة، وظلّ أهلها أهل الكرم والجود – كما عُرف عنهم – يزرعون القمح ويحصدونه تحت أزير الرصاص ورعب آلة القتل، واستمرّ أهلها بالمقاومة حتى آخر نفس.

ضمن زيارة توثيقية إلى مخيّم النصر في عمّان التي قام بها الباحثان في موسوعتي القرى الفلسطينية والمخيمات الفلسطينية: فادية الكركي ومحمد زيتون كانت المقابلة الشفوية مع الحجة غزلان هماش من بيت اعطاب من قرى القدس المهجّرة، حيث تعرفا من خلالها على الحجة غزلان، ومعلومات وافية عن قرية بيت اعطاب وظروف تهجيرهم من القرية إثر النكبة عام 1948، واستقرارهم في أريحا ثم نزوحهم إلى الأردن بعد هزيمة حزيران عام 1967.

ومن ضمن ما ذكرته الحجة عن القرية اتّصاف أهلها بالكرم وحُسن الضيافة واشتهارهم بذلك بين القرى المجاورة، تقول: "سبحان الله .. القرية إلها جاه من الله"، وهذا دلالة على صيتها الطيب وانتشار خبر كرم أهلها بين القرى المجاورة، وكان أهل تلك القرى يأتون للاحتكام والصلح عند مختار القرية بدل المحاكم، وكان اسم مختار القرية: محمد درويش عطا الله. وسمّت لنا الحجة غزلان اسماء العائلات التي سكنت القرية مثل: عطا الله، السّقا، همّاش، وكانت عائلة همّاش من أكبر العائلات التي تضمّ مجموعة كبيرة من الحمائل التي سكنت القرية. وتذكر الحجة أنّ أهل القرى المجاورة لجؤوا إلى القرية هربًا من العصابات الصهيونية العائلات مثل سكان قرية بيت محسير، وقرية عجور

وتذكر الحجة غزلان أنهم خرجوا من القرية في شهر تشرين الثاني 1948 إلى أريحا، واستقروا في العوجا حتى عام 1967 عندما وقعت هزيمة حزيران فنزحوا منها إلى الأردن. وإذ كانت أريحا كما وصفتها الحجة غزلان جنة الدنيا مليئة بالمزارع والخيرات، وعملت عائلتها بالزراعة وتربية المواشي وإنتاج الحليب والألبان، لكنّ وحشيّة الاحتلال تحارب كل شيءٍ جميل، فبعد هزيمة حزيران هاجم الاحتلال القرى الفلسطينية في المدن التي احتلتها إثر الهزيمة، ومن بينها مدينة أريحا مما دفع آلاف الفلسطينيين إلى النزوح منها إلى الأردن وسوريا ومصر، وتروي الحجة غزلان بقلب يعتصره الألم ظروف التهجير وإذ كانت شابةً يافعة تحتفظ في ذاكرتها بتفاصيل حياتها الهانئة في أريحا التي شوهها قدوم الاحتلال ومحاربة أهلها.

وفي نهاية اللقاء، تؤكد الحجة غزلان على حق العودة وحرية فلسطين، وشددت على واجبنا اتجاهها واتجاه أبنائنا فمن حقهم علينا أن نحدثهم عن فلسطين ونروي لهم حكايا الوطن ليبقوا على اتصال بها وإيمان بحق الوطن في التحرير وحق أهلها بالعودة إليها، فلا يضيع حق وراءه مطالب.

إضافة محتوى

مقالات أخرى