خارطة المدن الفلسطينية

اشترك بالقائمة البريدية
معلومات عامة عن قرية عُيون قَارَة
القرية وقضية الاستيطان المبكر فيها - عُيون قَارَة - قضاء الرملة
كانت عيون قارة قرية فلسطينية هادئة تقع على شاطئ البحر الأبيض المتوسط ويعمل أبناءها في الزراعية وتربية الماشية وصيد الأسماك، وقد امتازت أراضي القرية بخصوبتها وصلاحيتها للزراعة، قد تكون هذه العوامل واحدة من الأسباب التي جعلت منظمة " أحباء صهيون" تشرع ببناء مستعمرة على أراضي عيون قارة منذ عام 1878 وانتهت من بناءها سنة 1882 عرفت هذه المستعمرة باسم "ريشون ليتسيون"
وفي طريقة حصولهم على أراضي القرية، استطعنا تحصيل بعض المعلومات ولانزال نبحث في الوثائق العثمانية والأرشيف المتعلق بهذه القرية وأراضيها خلال تلك الفترة، ورد أن ملكية معظم أراضي عيون قارة كانت تعود لرجلين من مدينة يافا هما موسى عبد الله علي الدجاني وأخيه مصطفى عبد الله علي الدجاني، وقد كان هناك فلاحين يعملون في أراضيهم هذه ويزرعونها وقد ذكرت المصادر أن الأخوين كانا غائبين عن الأراضي تماماً ولما عجز الفلاحين عن دفع الضرائب للحكومة العثمانية آنذاك قامت بمصادرة هذه الأراضي وبيعها في مزاد علني، وليست كل أراضي عيون قارة بل فقط التي يمتلكها الأخوان دجاني.
حاول الصهيوني الروسي "زلمان دفيد لفونتين" شراء هذه الأراضي لكنه لم يتمكن من ذلك بسبب القوانين العثمانية التي كانت تمنع اليهود من شراء الأراضي العربية.
اشترى القنصل البريطاني في فلسطين آنذاك أراضي عيون قارة المعروضة للبيع وكان بدوره وكيلاً سرياً لعشرة صهاينة من جمعية أحباء صهيون منهم تسفي ودفيد لفونتين، كل ذلك تم بوساطة ومساعي حاخام يهودي كان يقيم في مدينة يافا ويعرف باسم "حاييم أمزلاغ".
لم يمر هذا الأمر على الفلسطينيون ببساطة واحتجوا عند الحاكم العثماني للمنطقة فألغى البيع وأعاد الأمور إلى سابق عهدها، ومالبث فترة قصيرة إلا وأعيد بيعها مرة أخرى إلى ذات القنصل بأموال الصهاينة بسعر 15 فرنك للدونم الواحد. وقام المالك الجديد بتحويل الأرض إلى ملكية جمعية محبة صهيون. ولم تلبث المستوطنة أن أخذت تتوسع بابتياع أراض جديدة إلى الغرب باتجاه البحر.
تأسست هذه المستعمرة على أراضي القرية، وبدأ المستعمرين الصهاينة الذين قدموا في معظمهم من روسيا بتهجير أبناء القرية العرب بشكل تدريجي، مقابل ازدياد عدد الصهاينة الذي التحقوا بهم بمرور السنوات اللاحقة، حتى أنه بحلول عام 1931 لم يكن في عيون قارة التي حولها البريطانيون في البيانات الرسمية من إلى ريشون ليتسيون سوى 47 فلسطينياً مقابل 2478 يهودي صهيوني.
بالنسبة للصهاينة هذه المستعمرة كانت منذ تأسيسها نموذجاً في تثبيت استيطانهم في فلسطين، وبعد عدة سنوات أنشؤوا مستعمرة تل أبيب على أراضٍ قريبة من ريشون ليستيون حوالي 11 كم عنها، وخلال السنوات اللاحقة كان سكان المستعمرتين يهاجمون القرى الفلسطينية التي تتوسط المسافة بينهما.